بَهَارُ آذار♡
-
الربيع
أحب لفظة "بهار"
جدا! تعني بالفارسية "الربيع"، جاء معنى لفظة "بَهَار" في معجم مقاييس اللغة لابن فارس أنَّ: "الباء والهاء والراء
أصلان: أحدهما الغَلَبة والعلو، والآخر وَسَط الشيء"[1]. وقد حل الربيع أخيرا،
بلاد الشمس تزهو به مثل الأميرة الفاتنة. أرجو أنْ يكون ربيع وبهار خير على العالم،
ربيعا ينتصر على الفايروسات.
كيف يقضي الناس أيامهم في بهارٍ قد
تفتَّقتْ براعمه، وتفتَّحتْ أزهاره، ونما شجر اللبلاب على ساقيةِ بيتٍ قديمٍ،
وتوزَّعتْ أوراقه على الجدران؛ لتنقش جمالا بهيًّا، يشعُّ جلالا!
گل بکاریم از دل گِل
گُل بَراریم،
در زمستان در بهاران
زیرِ باران
گل بکاریم گر بخواهیم
گر نخواهیم،
باغبانِ روزگاریم[2]
لنزرع الزهور من قلب
الزهور،
في الشتاء، في الربيع،
تحت المطر
سواء كنا نحب زراعة
الزهور أم لا،
فنحن البستانيون في
عصرنا
في بهار آذار أشعر كأني
فراشة قد استيقظتْ لتوها من شرنقتها المحورية؛ لتخرج إلى عالمٍ جديد، تُحَلِّقُ فيه بحُرِّيةٍ مفعمة بالبهجة. أشعر إنني
ابنة الربيع، آنسته الجميلة.
"تو بهاري؟ نه
بهاران از توست"
هل أنت ربيع؟ لا.
الربيع يأتي منك
بهار آذار مكللٌ بالجَمَالِ الخلَّابِ، يبثُّ نكهاته العَطِرَة
والمتفجرة في الأجواء؛ كأنه عطَّار، أو سوق بَازَار في تشكيلة روائحه، وتنوع
ألوانه، وجمال أشكاله، ولذة مذاقاته.
بهار آذار عذب جدا وطَيِّبَة خمائِله، يشبه سريان أغاني العصافير الصباحية في الفؤاد. وله رائحة الخبز والشاي المنزلي.
"بهار باش"
كُنْ رَبِيعًا
إنَّ
نورَ شمس بهار آذار يوقظ بداخلِ المرء طفله الداخلي، يملؤه حياة، فتعود الروح
للمرح من جديد. ففيه تُشْرِقُ الروحُ، كشروقِ الشمسِ تمامًا.
أشعة الشمس تحملُ قصصا مليئة بالحُبِّ، قصصا
تُذَكِّرُ بدفءِ العائلة والأحباب، باجتماعهم في الصباحات الباكرة على مائدة
الطعام، بالخبز العماني المخبوز على الطوبج، برائحة القهوة الممزوجة بالحُبِّ.
-
النجوم
للنجوم قصة مدهشة في
بهار آذار، قد حدثتْ لي معها.
في إحدى ليالي آذار،
عند الساعة السابعة والنصف بعد المغرب، كنتُ مستلقيةً على العشبِ، في حديقة
النُزُل.
وكنتُ أتأملُ النجومَ، ثم دخلتُ في عالمها، إلى
أنْ حاورتُ أحدَ النجومِ المضيئةِ والملتهبة في كَبِدِ السماءِ، وشعرتُ أنَّ ذلك
النجم كان يشير إليَّ بلمعانهِ، وقد تحاورنا عبر الطاقات (طاقتي وطاقته)، كان
يتلألأ ويضيء، إذ يبدو بلون البرتقال، مشع وصغير، ومتحرك نحو الغرب.
حسنا، ثم رأيتُ
السماءَ، فَخُيِّلَ لي أنها بحر عظيم، سيقع عليَّ، ويُغرِقُنِي، حتما سوفَ أغرقُ،
فأخذتُ في البكاء، وأرجو اللهَ أنْ ينقذني! بعدها، تخيلتُ أنَّ النجومَ هي أسماك
تسبحُ في البحرِ، والسماء سطحُ البحرِ، وأنا في قاعه السحيق غارقة، فبدأتْ الراحةُ
بالتَّسَرُبِ فِيَّ.
لقد تحدَّثَ النجمُ مَعِي،
وحديث النجوم ليس كأي حديث، حديث به غواية! وقد أطلقتُ على صديقي النجم اسم: نجمُ
الحكمةِ؛ لأن حديثه وحواره به حِكَم عذبة. أحبكَ أيها النجم الحكيم.
أما الآن صرتُ أرى أن آذار شهر محاورة النجوم، شهر متفرد بنجومه السرية التي تحمل المراسيل، والتي ترسل حِبَالا ضوئية مشعة تصدرها نحو قلوبنا، تحملنا معها إلى بلاد العجائب.
- صوت الربيع
أصوات في كل مكان، أصوات
أوراق الأشجار المكركرة، أصوات زقزقة العصافير الربيعية، كل شيء ينطق ويتحدث في
الربيع؛ حتى الهواء السائر بين جنبيك له صوت منعش! أصوات الربيع تهبك سعادة غامرة،
وطاقة عالية للتمتع بوقتك في خلوتك مع الطبيعة.
أَغِيبُ
فِيكَ، وأَحضِرُ فِيَّ
يا الله إني تائهة في معالمِ جمالك، في الجمالِ الإلهي المتمثل في مخلوقاتكَ
وأحضرُ
فيَّ، فِي داخلِي
أعبدُكَ
بقلبِي
أعشقُكَ
وأتأملُ إبداعَكَ
أُحِبُّكَ
وأقدسُكَ
اللهُ
أكبرُ، اللهُ أعظمُ.. من كُلِّ شيءٍ
يفنى
الوجودُ ويبقى الإلهُ.
بهار
آذار لا يُنْسى ولا يُفَوَّت، بهار است (إنه الربيع).
هاجر
الغفيلي
2021-03-23
الثلاثاء
تعليقات
إرسال تعليق