رسالةٌ إلى طَالبِ عِلمٍ جَامِعِي (الرسالةُ الثَانِيةُ)
إلى الهيثم المقبالي، طالبٌ بجامعةِ التقنيةِ والعلومِ التطبيقيةِ بشناص تحية طيبة، وبعد، كنتَ وما زلتَ شخصيةً هادئة ومُحترمة، تشبه في ذلك الجبلَ الجليدي في صمتهِ وعُمقه، شخص يدركُ فحوى الأمور قبل وقوعها، شخصٌ يمتلك حِسا إبداعيا وإنسانيا عاليا، وهو مهندسٌ مُحترفٌ للأفكارِ، ومُصمِّمٌ للإبداع خارج صندوق الواقع. كنتَ طالبا يقوده الإبداعُ نَحوَ سماءٍ غيرَ محدودة، إذ تمتلك طموحا ينافس القِمم. لقد تركتَ بصماتك في أركانِ الجَامِعَةِ بصَمتٍ وبعمق محفورا في ذاكرة روَّادها؛ مطبقا بذلك شخصيتك الرزينة والقديرة. لطالما كنتَ مُبدِعًا في مَيادِين عدة، نراك مصورا تارةً، وتارةً أخرى نراك مُنخرِطًا في أعمالٍ تطوعية، ومشاركا في فعاليات خارجية. والآن، نحن نشهد رحلتك الجامعية التي شارفت على النهاية؛ لتكون خريجا في 2024، ترحل أيضا بهدوء، منسجما مع الجامعة ومتفاعلا مع أنشطتها في الوقتِ آنهِ. شخصٌ نَشيطٌ كالهيثم، لن يرضى بوظيفةٍ اعتياديةٍ ورُوتينية، إنما نصيبه الإبداع الذي يُمثِّلُ كيانه، شخصٌ يود أن يقول وداعا، ولا يقولها، شخصٌ نتعلم منه الحكمةَ والهدوء عندما لا تسير سفينة الحياة على م